انتصار الحق على أرض الشيشان ! وفد الإسلام. Ofde islam

Ofde islam arabic team
By -
0
! انتصار الحق على أرض الشيشان

في قرية صغيرة محاطة بالجبال، تنبض بالحياة بجمالها الأخّاذ، حيث تجري الينابيع العذبة بين الصخور، وتتمايل الأزهار بألوانها الزاهية تحت أشعة الشمس الذهبية. تملأ أصوات العصافير الأجواء، وكأنها ترنم بألحان الجنة. أما أهلها، فهم أناس بسطاء، مؤمنون، كرماء، يحبون الضيف، ولكنهم مسالمون لا يسعون إلى الحرب.

غير بعيد عن مسجد القرية، حيث يرتفع الأذان بصوت يبعث في النفوس الطمأنينة، كان هناك معسكر صغير للمجاهدين، رجالٌ صدقوا ما عاهدوا الله عليه، لا يبتغون إلا نصر الحق، فملأ حبهم قلوب أهل القرية، حتى صاروا لهم أهلاً وإخوة.

العدو يطرق الأبواب

أدركت القوات الروسية أن هذه القرية الصغيرة قد أصبحت ملاذًا للمجاهدين، فأعدّت العدة وأحكمت الخطة، وانقضّت على القرية ببطشها، ظنًا منها أنها ستكسر شوكة المقاومة. لكنها لم تكن تعلم أن أهلها ليسوا ضعفاء، بل هم درع يحمي المجاهدين، وأيديهم تلهج بالدعاء لهم، فباءت محاولاتهم بالفشل.

لم تستسلم روسيا، بل غيّرت استراتيجيتها، واستهدفت هذه المرة أضعف القلوب، هاجمت البيوت، ودمرت المساجد، واعتدت على النساء والأطفال، لعلها بذلك ترهب الأحرار، وتخضع الثائرين.

دماء الطهر تُراق

في زاوية من القرية، كان هناك بيت صغير تسكنه أسرة تقية: أب وأم، وابن وابنة، لا يملكون شيئًا سوى إيمانهم.

دوت الطرقات العنيفة على الباب، وارتفع صوت جندي روسي يصيح بوحشية:

"أين المجاهدون؟!"

ارتعدت الأم، وأسرعت تخفي ابنتها عن أعين الذئاب، لكنها لم تفلح.

قبض الجنود على الفتاة، وفي لحظات، انقلبت الأرض إلى جحيم. مزّقوا عرضها أمام والديها، فخرت الأم صريعة من هول المصاب، وسقط الأب باكيًا، وأما الأخ، فكان في قلبه بركان يغلي، قسم أن ينتقم، وأن يقتص لأخته، ولو كلّفه ذلك حياته.

الثأر المقدّس

وصل الخبر إلى المجاهدين، فامتلأت صدورهم غضبًا، ورفعوا راية القصاص. أرسلوا إلى الروس رسالة قصيرة ولكنها كالسيف:

"سلّموا إلينا هذا الجندي المجرم، وإلا فدماء أسراكم لن تبقى على الأرض."

لكن روسيا تجاهلت الإنذار.

فجاء القرار:

"هذا حقك، خذ سيفك، وانتقم! فدماء الطاهرين لا تذهب هدرًا."

في ليلة مظلمة، اقتيد سبعة من أسرى الروس، وقف المجاهد الشاب أمامهم، ورفع سيفه، فتناثرت رؤوسهم واحدة تلو الأخرى، وانهمرت الدماء كالمطر، لتكون شاهدًا على انتقام الحق.

انتفاضة الشيشان

لم يكن هذا إلا البداية.

في الليلة التالية، اشتعلت النيران في معسكرات الروس، وارتفعت ألسنة اللهب تلتهم أسلحتهم، وسُمع دويّ الانفجارات في كل مكان.

لم ينجُ منهم إلا من هرب، والبقية لقوا مصيرهم المحتوم!

أدركت روسيا أنها أمام قوة لا تقهر، وأن هؤلاء الرجال لا تهزمهم الدبابات ولا الطائرات.

وأخيرًا.. جاء الحق!

سنوات من المعارك، وسيل من الدماء، حتى جاء اليوم الذي سقطت فيه روسيا على ركبتيها، واعترفت بالعجز أمام عزيمة أهل الشيشان.

﴿وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا﴾

الآن، ليست القرية فقط هي التي تحررت، بل أصبحت الأرض الممتدة تحت أقدام المجاهدين أكبر مما كانوا يتصورون!

هكذا يُكتب التاريخ، وهكذا ينتصر الحق، ولو بعد حين!


 

Post a Comment

0Comments

Post a Comment (0)